المقابلة في البحث العلمي

محتويات المقال:

  • مفهوم الملاحظة
  • أنواع الملاحظة
  • أمثلة توضيحية لأنواع الملاحظات:

هناك العديد من الأدوات التي يمكن للباحث استخدامها لجمع معلومات البحث، وخاصة بحوث العلوم الانسانية وتعد الملاحظة من أهم أدوات جمع المعلومات، وتعرف الملاحظة بأنها عبارة عن أسلوب لجمع البيانات من خلال مشاهدة ومراقبة الأفراد والأحداث والأشياء في بيئة (موقع العمل نفسه، وتسجيل هذه المعلومات أولاً بأول.

فمن خلال الملاحظة كأداة لجمع المعلومات، فإن الباحث يمكنه ملاحظة الأفراد وهم يعملون في أماكن أعمالهم، سواء في المكاتب أو المختبرات أو المدارس أو المصانع… الخ، فالباحث هنا يستطيع ملاحظة نشاط وسلوك الفرد وتسجيلها كما ينبغي، فيمكنه مثلا ملاحظة حركات الأفراد، وعادات العمل والتصريحات التي يدلي بها المدراء والاجتماعات التي يعقدونها، وحالاتهم النفسية وتعبيرات أجسامهم، ويمكن للباحث أيضاً ملاحظة نمط العلاقة السائدة بين المدير وموظفيه ومراقبة الأطفال وهم يلعبون في رياض الأطفال، والمدرس وهو يشرح الدرس، كما أن الباحث يستطيع ملاحظة حجم إنتاج الآلة، والضجيج الذي تسببه، وكل هذه البيانات التي يلاحظها ويجمعها الباحث لا تتم من خلال طرح أسئلة، كما هو الحال في الاستبيان والمقابلة، ولكنها تتم من خلال جمعها بأسلوب المراقبة والمشاهدة لسلوك الأفراد، وللأحداث الدائرة حول الباحث.

أنواع الملاحظة:

الملاحظة كأداة من أدوات جمع البيانات والمعلومات يمكن تقسيمها وتصنيفها إلى أنواع مختلفة بحسب ما هو موضح في الشكل التالي:

الملاحظة في البحث

1- الملاحظة (الملاحظ) بغير المشاركة Non-participant : الملاحظة (الملاحظ) بغير المشاركة هو ذلك الملاحظ الذي يقوم بجمع المعلومات والبيانات دون أن يكون جزءاً مكملاً من المنظمة أو العمل، أو الجماعة أو الأفراد الذين يلاحظهم، ومن هذا المفهوم للملاحظ غير المشارك، فإن الباحث يمكنه أن يجمع المعلومات والبيانات، ويراقب الأحداث والظواهر والأفراد والجماعات، دون أن يكون جزءاً منها، أو يشاركها في عملها، ولكنه يكتفي فقط بالمشاهدة عن قرب لما يقومون به وكيف يتصرفون، ومن الأمثلة على ذلك المثال التالي:

يمكن للباحث أن يجلس في زاوية المكتب ويشاهد ويراقب ويسجل كيفية قضاء المدير لوقته أثناء عمله في مكتبه، حيث سيقوم بملاحظة كل الأنشطة الخاصة بالمدير طوال فترة عمله اليومية وخلال عدة أيام، وهذا سيسمح للباحث أن يحصل على نتائج معينة وواضحة، ويسجلها بشكل منظم في جدول، مثلاً : الوقت الذي يستغرقه المدير في الاجتماعات الوقت الذي يستغرقه في الرد على المكالمات التلفونية الوقت الذي يستغرقه في الاطلاع على الملفات الوقت الذي يستغرقه في استقبال الزوار الوقت الذي يستغرقه في الزيارات الميدانية، كيفية تعامله مع مرؤوسيه، وعملاء إدارته، … هكذا بالنسبة لبقية البيانات.

يمكن للباحث الاجتماعي أن يقوم بملاحظة ومتابعة تصرفات الأطفال خلال نشاطهم اليومي في روضة الأطفال لمدة أسبوع مثلاً ، ثم تسجيل ملاحظات كاملة حول ذلك دون أن يشاركهم في أي نشاط، بل يقتصر دوره على المشاهدة والتسجيل.

2- الملاحظة بالمشاركة Participant-observer: هو الملاحظ أو الباحث الذي يقوم بجمع البيانات والمعلومات باعتباره عضواً مشاركاً في الجماعة أو العمل أو المنظمة التي يجمع عنها المعلومات.

فالملاحظ المشارك هنا يدخل إلى موقع العمل في المنظمة أو مع الجماعة، ويشاركهم في عملهم وحياتهم وعاداتهم ونظامهم، بحيث يصبح واحدا منهم، وهذا النوع من الملاحظة يتطلب مجهوداً بدنياً ونفسياً وعقلياً كبيراً، ومن الأمثلة على ذلك المثال التالي:

مثال:  قيام العديد من الباحثين الغربيين الذين يذهبون إلى الكثير من مناطق القبائل في أفريقيا والجزيرة العربية ليقوموا بدراسة عادات وتقاليد هذه القبائل، ويتم ذلك من خلال اندماج هؤلاء الباحثين مع القبائل، والسكن معهم، والعيش الكامل معهم، ومشاركتهم جميع عاداتهم وتقاليدهم ومأكلهم وملبسهم حتى يتمكنوا من الخروج بملاحظات ونتائج صحيحة.

مثال:  إذا أراد الباحث دراسة حالة المسجونين، والخروج بنتائج سليمة وصحيحة، فإنه يدخل إلى السجن، ويعيش معهم كمسجون – دون أن يعلموا بذلك، وهذا يعطيه فرصة كاملة لإجراء دراسة ناجحة من خلال الملاحظة بالمشاركة.

مثال:  انضمام الباحث إلى صفوف عمال الإنتاج المراقبة إنتاجيتهم ودراسة سلوكياتهم، ومعرفة تأثير القرارات الإدارية المختلفة على أدائهم، كل هذا يساعده على الوصول إلى نتائج وتوصيات جيدة، وذلك من خلال الملاحظة بالمشاركة.

هذا والملاحظة بشكل عام تعطي الباحث معلومات كافية وموثوقاً بها ، بحكم مشاركته المباشرة وغير المباشرة غير أنها تسبب له الكثير من المشقة والتعب والنفقات. كما لاحظنا، فإن الملاحظة قد تكون بمشاركة الباحث أو بدون مشاركته، وكل نوع من أنواع الملاحظة هذه يمكن أن تكون ملاحظة بسيطة غير مهيكلة أو ملاحظة مخططة مهيكلة. وهذا ما سنتناوله في الفقرة التالية.

3- الملاحظة البسيطة غير المهيكلة:

هي قيام الباحث بمشاهدة وملاحظة الأنشطة والسلوكيات في واقع معين، ثم كتابة ما تم له مشاهدته وملاحظته دون أن يسبق ذلك تحديد وتخطيط مسبقين للمتغيرات والعناصر والأنشطة المهمة التي ستخضع للملاحظة. فالباحث في مثل هذا النوع من الملاحظة لا يكون لديه تحديداً وتخطيطاً مسبقين للعناصر والمتغيرات والأنشطة التي سيدرسها، ويكون هدفه هو الحصول على معلومات وبيانات أولية عن الظاهرة التي يلاحظها بغرض تكوين فكرة أو تصور مبدئي عن الموضوع، وغالباً ما يكون مجال الملاحظة البسيطة، غير المخططة غير واضح وغير محدد، ويستخدم هذا النوع من الملاحظات في الدراسات الاستكشافية، عندما لا يكون لدى الباحث فكرة أولية واضحة عن الموضوع، ويرغب في تجميع بيانات أولية ليستخدمها في مرحلة المقابلة المخططة، أو الاستبيان النهائي.

4- الملاحظة المخططة الهيكلية: هي قيام الباحث بمشاهدة وملاحظة الأنشطة والسلوكيات في واقع معين (منظمة، جماعة)

وكتابة ما تم له مشاهدته، وذلك بعد التحديد والتخطيط المسبقين للعناصر والمتغيرات المهمة التي ينبغي ملاحظتها ومشاهدتها، هذا وقد تكون هذه الملاحظة بأسلوب الملاحظة بدون المشاركة، أو بأسلوب الملاحظة بالمشاركة، ويستخدم هذا النوع من الملاحظات في حالة الدراسات الوصفية واختبار الفرضيات.

 5- الملاحظة الميكانيكية Mechanical Observation

وفيها يتم استخدام الآلة لتسجيل الأحداث كما تحدث دون اللجوء إلى الباحث نفسه، ومن أمثلة ذلك الكاميرات التي توضع المراقبة حركة المرور، أو الزبائن في المحلات التجارية.

المراجع:

– العريقي، منصور محمد اسماعيل. (2013). طرق البحث للباحثين في العلوم الإدارية والتسويقية والمالية والمصرفية. ط4، مركز جامعة العلوم والتكنولوجيا.

-معاذ الحميدي، مدون في موقع تواصل، https://twasoll.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top