نظراً إلى أن النموذج المعرفية بطبيعته يتضمن مجموعة المتغيرات المرتبطة والمؤثرة في موضوع البحث ويحدد أيضا العلاقة بين هذه المتغيرات، فإنه من الطبيعي أن نحاول الآن التعرف على مفهوم المتغير وأنواع هذه المتغيرات.
1- مفهوم المتغير: المتغير هو أي شيء يأخذ قيماً متغيرة وغير ثابتة، فمثلاً: حافز التعلم (كمتغير) يمكن أن يأخذ قيماً مختلفة لدى الطلاب في الفصل الواحد، فقد نجد حافز التعلم لدى البعض منهم قوياً جداً، ولدى البعض متوسطاً، فيما قد يكون لدى البقية ضعيفاً جداً، وكذلك بالنسبة لمتغير تفويض السلطة” . فقد نجد بعض المدراء يمارسون التفويض بدرجة عالية، وآخرين بدرجة متوسطة، وقسماً ثالثاً يمارسونه بدرجة ضعيفة، كما قد نجد في مثال آخر أن نفس المدير قد يمارس التفويض في موقف معين بدرجة قوية، وفي موقف ثان يمارسه بدرجة متوسطة، بينما نراه في موقف ثالث بدرجة ضعيفة … وهكذا بالنسبة لبقية المتغيرات الأخرى، مثل الرضى الوظيفي إنتاجية العامل ضغوط العمل القوة الشخصية، الأداء … الخ.
2- أنواع المتغيرات:
المتغيرات بهذا المفهوم تأخذ أشكالا وأنواعا متعددة، ومن أهم هذه الأشكال الأنواع ما يلي :
المتغير التابع (المعياري) (The dependent variable criterion
المتغير المستقل ( التنبؤية) The independent variable (predictor
المتغير المعدل The moderating variable
المتغير الوسيط (الاعتراضي) The intervening variable
وفيما يلي تعريف مختصر لكل من هذه المتغيرات.
أ- المتغير التابع (المعياري): هو المتغير الذي يتأثر – بدرجة أو بأخرى – بالمتغيرات المستقلة، ويتمتع بالأهمية الأساسية في البحث الذي يقوم به الباحث، بعبارة أخرى فإنه يعتبر المتغير الأساسي الذي يسعى الباحث ويهدف إلى التعرف على مدى تأثره بالمتغيرات المستقلة، ومن خلال تحليل المتغير التابع، والتعرف على تأثير المتغيرات المستقلة عليه، يمكننا أن نجد إجابة أو حلاً للمشكلة، مع احتمال أن يكون هناك أكثر من متغير تابع في البحث الواحد. وفي مثل هذه الحالة، فإن الباحث يهتم بمعرفة العوامل المستقلة التي تؤثر على كل المتغيرات التابعة ومستوى هذا التأثير، وهذا النمط من الدراسات يستدعي تحليلاً إحصائياً متعدداً.
أمثلة:
– لاحظ مدير تسويق مصنع الأنوار أن مبيعات المنتج الجديد الذي تم إنزاله إلى السوق المحلية لا يحقق حجم المبيعات المخطط له، بالرغم من الحملة الإعلانية لتسويق المنتج.
المتغير التابع هنا هو حجم المبيعات.
– قام مدير عام الحسابات في شركة الهدى بالمراجعة والتحقق من نسبة الديون إلى حق الملكية في الشركة، ووجد أن هذه النسبة منخفضة بالرغم من سهولة الحصول على القروض المتغير التابع هنا هو معدل الديون إلى حق الملكية.
– لا حظ مدير إحدى المدارس الثانوية أثناء مراجعته لكشوفات الحضور الخاصة بالطلاب للشهر السابق ارتفاع نسبة الغياب عن المعدل الطبيعي له بالرغم من متابعة إدارة المدرسة لهذا الموضوع.
المتغير التابع هنا هو ارتفاع نسبة غياب الطلاب عن المعدل الطبيعي له فيها، بالرغم من حجم المرتبات العالي الذي يتقاضونه
لاحظ مدير عام الموارد البشرية في مصنع الأغذية المعلبة ضعف الولاء للمنظمة من قبل العاملين.
المتغير التابع هنا هو الولاء التنظيمي.
ب- المتغير المستقل: هو المتغير الذي يؤثر على المتغير التابع، بطريقة إيجابية أو سلبية، ومع كل تغير في المتغير المستقل يكون هناك تغير في المتغير التابع، وباتجاه الزيادة أو النقص، أي بالاتجاه الإيجابي أو السلبي.
مثال: يرى مدير التسويق في مصنع الأنوار أن حجم المبيعات للمنتجات الجديدة يتأثر بوجود حملة إعلانية مكثفة.
الحملة الإعلانية المكثفة تعتبر المتغير المستقل، وحجم المبيعات للمنتج الجديد يمثل المتغير التابع.
ج- المتغير المعدل (الملطف)
هو ذلك المتغير الذي يخفف يهدئ من تأثير المتغير المستقل على المتغير التابع، ويُعرف أيضاً بأنه المتغير الموقفي.
بمعنى آخر: إن وجود متغير ثالث المتغير المعدل) يُعدل من العلاقة الأساسية الموجودة بين المتغير المستقل والمتغير التابع، ويمكن توضيح ذلك من خلال المثال
تعرف أن هناك أسباباً ومتغيرات عدة للضغوط التي يعاني منها الأفراد العاملون في المنظمات، ومن هذه المتغيرات الظروف المعيشية، أسلوب تعامل المدراء مع العاملين المشاكل العائلية، والخصائص الشخصية الموروثة، فكل هذه المتغيرات العوامل تسبب للعاملين ضغوطاً في العمل، ويمكن تصوير
المتغيرات المستقلة: (الظروف المعيشية- أسلوب تعامل المدراء مع العاملين- المشاكل العائلية- الخصائص الشخصية الموروثة).
والمتغير التابع: الضغوط الواقعة على العاملين.
ولكن … وحتى تكتمل الصورة بشكل أوضح وأشمل، ينبغي أن نسأل السؤال التالي : هل كل الأفراد العاملين في المنظمات يتأثرون بهذه العوامل وبنفس النسبة أو الدرجة ؟ أم أن كل شخص منهم يتأثر بهذه العوامل بدرجة مختلفة عن الآخرين ؟ ولماذا ؟ العديد من الدراسات تشير إلى أن الأفراد العاملين يختلفون في درجة تأثرهم بهذه العوامل أو المتغيرات، وذلك بسبب مجموعة من العوامل، والتي تسمى بالعوامل المعدلة أو الملطفة “، مثل: تجارب العامل السابقة السن طبيعة علاقة العامل بزملائه، والإدراك، حيث أن درجة الضغوط التي يعاني منها كل عامل تختلف باختلاف عمره، أو شخصيته، أو تجاريه السابقة، أو علاقته بزملائه، أو مستوى إدراكه للأمور.