أنواع البحوث (تصنيف البحوث)
هناك العديد من التصنيفات للبحوث وكل تصنيف وفقا لإساس معين يتم إجراء البحث وفي هذا المقال سيتم تقديم بعض التصنيفات للبحوث.
ج- تصنيف البحوث بحسب مناهج البحث:
1- المنهج التاريخي
يقوم هذا المنهج على أساس دراسة أحداث الماضي وتحليلها وتفسيرها، ومن ثم وعلى ضوء ذلك يتمكن الباحث من التنبؤ وتقييم أحداث المستقبل القريب والبعيد، ومن أهم مصادر البحوث التاريخية الوثائق الرسمية والآثار القديمة، السجلات المكتوبة والمصورة، والكتب والتقارير، ولابد أن تكون الوثائق التاريخية مقيمة تقيماً صحيحاً، ويكون هذا التقييم إما تقييماً خارجياً، من حيث التأكد من عدم تزويرها، وتقييماً داخلياً، من حيث صحة ودقة محتوياتها ومعلوماتها.
2- المنهج الوصفي:
وهو المنهج الذي يقوم بوصف ودراسة الظواهر الإنسانية كما هي في الواقع، وهو من أكثر المناهج استخداماً في العلوم الإنسانية ومنها العلوم الإدارية، ويقوم هذا المنهج على وصف ودراسة الظواهر والمتغيرات التي يهتم بها الباحث كما هي في الواقع الملموس، وتشمل البحوث الوصفية:
– البحوث المسحية Survey Research
أحد انواع البحوث في المنهج الوصفي ويُعرف البحث المسحي بأنه التجميع المنظم للمعلومات من المستقصى منهم بغرض الفهم والتنبؤ بسلوك المجتمع محل الدراسة، وهناك أنواع متعددة من الدراسات المسحية منها المسح الاجتماعي: بهدف التعرف على ظروف المجتمع وخصائصه الاجتماعية والثقافية، ومسح الرأي العام Opinion Survey: والتي تهدف إلى التعرف على آراء أفراد المجتمع نحو القضايا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، ودراسات المسح التسويقي Market Survey: والتي تجرى بهدف التعرف على آراء المستهلكين نحو منتجات الشركة وإعلاناتها …. إلى غيرها من الأبحاث المسحية، والمصادر المستخدمة في جمع المعلومات تشمل الكتب الدوريات التقارير والوثائق التاريخية، بغرض كتابة الجزء النظري، أما ما يتعلق بالجانب العملي فتستخدم طريقة الاستبيان لجمع المعلومات في أغلب الأحيان، والمقابلات أحياناً.
– تحليل المضمون Content Analysis
أحد انواع البحوث في المنهج الوصفي ويُطلق عليه أيضاً التحليل الوثائقي، ويعرف بأنه طريقة منظمة يتم من خلالها قراءة وتصنيف وتحليل شكل ومحتوى المواد المكتوبة والمسموعة، والتي تشمل الوثائق العامة والخاصة السجلات والرسائل الأغاني الرسوم الكاريكاتيرية المقابلات افتتاحيات الصحف والمجلات، ووقائع الاجتماعات، والباحث الذي يستخدم هذا المنهج لا يحتاج إلى الاتصال بالمبحوثين، سواء من خلال المقابلات أو الاستبيان، لأن المادة العلمية المطلوبة للدراسة عادة ما تكون موجودة في معظم المكتبات والملفات ووسائل الإعلام.
– دراسة الحالة Case study:
أحد انواع البحوث في المنهج الوصفي وهي تلك الدراسة التي تتم من خلال معايشة الموضوع محل البحث، وتركز على تقديم تحليل عميق ومفصل حوله فرد، قسم منظمة…)، والمصدر الرئيسي للمعلومات فيها هو الملاحظة، وأحياناً المقابلات والاستبيان ومراجعة السجلات والوثائق. أي أن هذا المنهج يقوم على أساس اختيار شخص معين، أو مجموعة من الأشخاص، أو عائلة أو قسم، أو إدارة، أو فصل طلابي، أو مصنع، أو مدرسة، ثم يتم جمع المعلومات التفصيلية عن الأنشطة والصفات ذات العلاقة، فقد يتم دراسة حالة طالب ذكي، أو وضع قسم يكون أداؤه متميزا … وهكذا نلاحظ أن دراسة الحالة تتيح للباحث التركيز على دراسة موضوع واحد. وبالتالي فإنه لا يضيع وقته ولا يشتت مجهوده، وتتميز دراسة الحالة عن الدراسات المسحية في أن الأولى تركز على مشكلة معينة لحالة محددة، بينما الثانية تشمل عدداً من الحالات التي يمكن تعميم نتائجها، ومصادر جميع المعلومات في دراسة الحالة تشمل الكتب والتقارير الكتابة الجزء النظري، أما الجانب العملي فيتطلب استخدام طرق مختلفة، منها الملاحظة التي ينبغي تسجيل بياناتها أولاً بأول، والمقابلة في أكثر الأوقات، والاستبيان أحياناً.
– الدراسات السببية المقارنة Causal comparative Research
أحد انواع البحوث في المنهج الوصفي وتعتبر من أهم الدراسات الوصفية وأرقاها، حيث أنها لا تقتصر على وصف الظواهر وتفسيرها فقط، بل تتعدى ذلك إلى تفسير كيف ولماذا تحدث الظاهرة.
3- المنهج التجريبي Experimental Method
منهج يقوم على أساس التحكم في المتغير أو المتغيرات المستقلة تركيبة دواء، أو حجم التدخين)، والقدرة على قياس الأثر في المتغير التابع، والتحكم في المتغيرات الخارجية، خاصة في التجارب المعملية، وأيضاً يتم فيه اختيار العينة بطريقة عشوائية.
وهناك نوعان أساسيان من التجارب، هما التجارب المعملية أو المختبرية والتجارب الحقلية الميدانية، وفيما يلي توضيح لكل منهما:
1- التجارب المعملية أو المختبرية Laboratory Experiments
هي تلك التجارب التي تجرى في ظروف اصطناعية Artifical Environment (غير طبيعية)
مرسومة سلفاً، وفيها تكون سيطرة الباحث قوية وواضحة، وتهدف إلى تأسيس علاقات سبب ونتيجة بين المتغيرات التي يدرسها الباحث، وتتم هذه التجارب داخل المختبرات، وفي ظروف خاصة تصمم لأغراض هذه التجارب، بحيث يمكن التحكم في كل العوامل الخارجية (درجة حرارة مستوى الرطوبة، كمية الأكسجين) ….. ومن أمثلتها التجارب التي تجرى على بعض الحيوانات لاختبار تأثير أدوية معينة، ونادراً ما تستخدم هذه التجارب في مجال الأعمال.
2- التجارب الحقلية (الميدانية) Field Experiments
هي تلك التجارب التي تتم في الظروف الطبيعية Natural environments ، أي أنها لا تتم داخل المعمل، بل تحدث في موضعها الطبيعي (الميدان)، ويكون تدخل الباحث فيها في الحدود
الطبيعية والعادية فقط، وغالباً ما تُجرى مثل هذه التجارب على الإنسان فرداً كان أو جماعة حيث يصعب إدخاله إلى المختبر، فإذا أردنا مثلاً دراسة تأثير التدخين (قليل التدخين، كثير التدخين) على صحة الإنسان، فإننا لا نستطيع إدخال الناس إلى المختبرات بل لابد من إجراء التجارب في ظروف الحياة الطبيعية خارج هذه المختبرات ومصادر جمع المعلومات التي تستخدم في المنهج التجريبي تشمل ما كتب في الأدبيات عن موضوع التجربة، أما الطرق المستخدمة لجمع المعلومات فتشمل الملاحظة، والتي يجب تسجيل المعلومات بواسطتها أولاً بأول، وتضم التجربة إما مجموعة واحدة يتم اختبارها قبل التجربة وبعدها، أو مجموعتين متكافئتين مجموعة تجريبية experimental-group ومجموعة ضابطة control-group وفيما يلي توضيح مختصر لهذين النوعين من التجارب:
– التصميم القبلي – البعدي للتجربة:
يعتمد تصميم هذا النوع من التجارب على مجموعة واحدة تسمى بالمجموعة التجريبية، حيث تختبر قبل إدخال المتغير المستقل، ثم بعد إدخال المتغير المستقل، وبعد ذلك يتم تحديد الأثر، فلو أردنا مثلاً معرفة أثر التدريب على أداء موظفي قسم الحاسوب، فإننا نختبر الموظفين قبل التدريب التحديد مستويات أدائهم، ثم نقوم بتدريبهم، وبعد ذلك نقيس أثر التدريب على أدائهم لتحديد الفرق.
– التصميم التجريبي التقليدي:
ويعتمد هذا التصميم على اختيار مجموعتين إحداهما تسمى بالمجموعة التجريبية، وهي التي تتعرض لتأثير المتغير المستقل الذي تتم دراسة أثره عليها، والأخرى تسمى بالمجموعة الضابطة والتي لا تتعرض لتأثير المتغير المستقل.
فمثلا إذا أردنا تجربة تأثير دواء جديد لمرضى السكر، فإنه يتم اختيار عدد عشوائي من المرضى الذين يعانون من نفس المرض، ويقسمون إلى مجموعتين، يعطى إحداهما الدواء الجديد (المجموعة التجريبية)، والأخرى المجموعة الضابطة تعطى الدواء القديم، ثم يتم تقييم أثر الدواء الجديد على المجموعة التي خضعت للتجربة أي لتناول الدواء الجديد بالمقارنة مع المجموعة الضابطة التي لم تأخذ الدواء، المعرفة التأثير.
4- البحوث شبه التجريبية Quasi-experimental
في مجال العلوم الإنسانية يصعب على الباحث أن يضمن وضع جميع العوامل المؤثرة على التجربة تحت سيطرته، كما أن الباحث يجد صعوبة في ضمان اختيار العينة بطريقة عشوائية كاملة، وبالتالي فإن الباحث يلجأ إلى البحوث شبه التجريبية لإجراء تجاربه، والفرق الأساس بين البحوث شبه التجريبية والبحوث التجريبية هو أنه في البحوث شبهة التجريبية يقوم الباحث بإجراء دراسته من خلال التحكم بالمتغيرات المستقلة فقط، وعدم القدرة على التحكم وضبط المتغيرات الخارجية وعنصر العشوائية، وهو عكس ما يشاهد في البحوث التجريبية.
فإجراء تجربة على أحد الفصول الدراسية في إحدى المدارس الثانوية (المعرفة فعالية وسيلة تدريس معينة)، لا يمكن أن يكون مسيطرا عليه بالشكل السابق وصفه في البحوث التجريبية الحقيقية، كما أنه لا يمكن ضمان العشوائية الكاملة في هذه التجربة، وبرغم ذلك … فإنه يمكن الاعتماد – وبدرجة كبيرة – بنتائج مثل هذه التجارب.
5- البحوث غير التجريبية:
وهي تلك البحوث التي لا تتطلب عادة القدرة على إحداث التغيير في المتغيرات المستقلة إما بسبب ثبات المتغير كالطول اللون والعمر، أو لأنها قد حدثت وانتهى الأمر (مثل رضى النزلاء عن الخدمات التي قدمت لهم أثناء سكنهم في أحد الفنادق في فترة سابقة).
وتسمى هذه البحوث بحوث ما بعد الحدث، وتشمل البحوث الوصفية
موقع تواصل يقدم خدمة إعداد البحوث لطلاب الجامعات والدراسات العليا بجودة عالية لا تتردد في طلب الخدمة من موقعنا لدينا فريق متخصص في إعداد البحوث.
يقدم موقع تواصل خدمة إعداد البحوث بمختلف أجزائها وأنواعها
المراجع:
– العريقي، منصور محمد اسماعيل. (2013). طرق البحث للباحثين في العلوم الإدارية والتسويقية والمالية والمصرفية. ط4، مركز جامعة العلوم والتكنولوجيا.