ماهي خصائص مشكلة البحث الجيدة

خصائص مشكلة البحث الجيدة:

مرحلة تحديد مشكلة البحث من قبل الباحث تعتبر من أهم المراحل وأصعبها، لأن التحديد السليم والدقيق للمشكلة يقود إلى نتائج واستنتاجات وتوصيات سليمة، بينما اختيار مشكلة غير واضحة يؤدي إلى الخروج ببحث ضعيف وهزيل، ونتائج غير دقيقة، ولذلك .. فإن على الباحث أن يراعي مجموعة من الاعتبارات والعوامل والخصائص التي يجب أن تتسم بها مشكلة البحث التي سيدرسها، ومن أهم هذه الاعتبارات والعوامل والخصائص ما يلي:

1- أن يختار الباحث مشكلة البحث التي يشعر بها وتستهويه وتقع ضمن اهتماماته ورغباته وتخصصه وخبرته وقدراته، وأن لا تكون مفروضة عليه من الغير، حتى ولو كان هذا الفرض من مشرفة المباشر على البحث، فإذا كان الباحث مثلا قد تخصص في مجال التسويق واشتغل أيضا في نفس المجال، فيفضل أن تكون مشكلة البحث التي يتناولها متعلقة بمجال التسويق، لأنه بذلك سيكون قادراً على تحديد المشكلة بشكل واضح، وحصر مختلف العوامل المؤثرة فيها، والوصول إلى نتائج وتوصيات أفضل مما لو اختار مشكلة بعيدة عن تخصصه وخبرته

2- الابتعاد عن اختيار مشكلة واسعة ومتشعبة: لأن اختيار مشكلة واسعة ومتشعبة، قد يفقد الباحث القدرة على السيطرة والإلمام بجوانب المشكلة وبالعوامل المؤثرة فيها.

مثال: وجهة نظر الطلاب في المقررات الدراسية في الجامعات السعودية: تلاحظ أن هذه المشكلة واسعة ومتشيعة، فما هو المقصود هنا بالطلاب؟ هل هم طلاب الجامعات الحكومية أم الخاصة؟ أم طلاب الجامعات النظرية أو العملية ؟ وكل جامعة فيها كليات وتخصصات ومستويات مختلفة ؟ فأي الكليات أو التخصصات أو المستويات التي يريد الباحث دراستها؟ وهناك جامعات في عدة محافظات فأي الجامعات بريد دراستها؟ هل الموجودة في بعض المحافظات أم في كل المحافظات؟ والطلاب منهم الذكور، ومنهم الإناث فأي الجنسين يُخص بالبحث؟.

وإذا أخذنا الجانب الآخر من المشكلة، وهو المقررات الدراسية، فإننا سنلاحظ أن المقررات قد تختلف باختلاف كل جامعة، وكل كلية، وكل مستوى، وكل تخصص.

لذلك إذا أراد الباحث أن تكون المشكلة محددة وواضحة، فإن صياغة هذه المشكلة تكون مثلا: وجهة نظر طلاب المستوى الرابع محاسبة جامعة سعود، في مقرر النظرية المحاسبية للعام الدراسي 2023/2024م

مثال اخر: المزيج التسويقي واثره في حجم مبيعات العصائر: تلاحظ أن هذه المشكلة واسعة ومتشعبة، لأن المزيج التسويقي للسلعة يتكون من عدة عناصر، هي السعر المنتج الترويج، والتوزيع، وكل عنصر من هذه العناصر له مزيجه الخاص به، فالترويج مثلاً يشمل الإعلان بأنواعه المختلفة، والبيع الشخصي، والمعارض الخ، وهكذا بالنسبة لبقية. العناصر الأخرى، أما الشق الثاني (مبيعات العصائر فتلاحظ أن تعبير العصائر تعبير عام، حيث أن هناك عصائر محلية، وعصائر مستوردة، والعصائر المحلية أو المستوردة تشمل أنواعاً مختلفة الخ.

3- قابلية المشكلة للبحث: يجب أن تكون المشكلة قابلة للبحث والتجربة والاختبار، أي أن تكون متغيرات المشكلة واقعية ومنطقية وملموسة، مادياً أو معنوياً أو كليهما، وأن لا يقحم فيها المتغيرات التي ليس لها علاقة بالموضوع.

مثال: القيم الفلسفية وأثرها على إنتاجية العامل، فمثل هذه المشكلة يكون من الصعوبة بمكان على الباحث قياس المتغيرات الخاصة بالقيم الفلسفية، ومن ثم تحديد أثرها على الأداء بينما لو اختار الباحث مشكلة مثل أثر المتغيرات المادية المحيطة بالعامل على إنتاجيته، فإن متغيرات المشكلة يمكن قياسها، حيث المتغيرات المادية المستقلة تتمثل في الإضاءة الحرارة الرطوبة الخ. والمتغير التابع هو إنتاجية العامل

ينبغي على الباحث أن يعرف جميع المصطلحات الواردة في مشكلة البحث (وضع التعريفات

الإجرائية للمصطلحات)، حتى يتجنب هو أو القارئ الوقوع في أي التباس أو خلط في معنى هذه المصطلحات.

مثلا: لو أن مشكلة البحث في: العلاقة بين دور المرأة المتعلمة وتربية الأطفال

فهنا لابد من تعريف المفاهيم التالية:

المرأة المتعلمة: هل المقصود بها المرأة التي تقرأ وتكتب ام التي تحمل شهادة علمية؟ – الخ. تربية الطفل: هل الاهتمام به في جانب النظافة والجوانب المادية؟ أم في متابعة تعليمه؟ أو في متابعة سلوكه ؟ أو في ذلك كله؟

4- توافر المصادر والمراجع العلمية والبيانات المطلوبة للمشكلة محل البحث: فإذا لم تتوافر

مثل هذه البيانات والمصادر بصورة كافية، فليس من المجدي البحث في هذه المشكلة، فإذا أراد الباحث مثلاً أن يبحث في موضوع اثر الإعلان على المبيعات، فيجب أن تكون هناك مصادر كافية سواء كانت مكتبا أو دوريات أو معلومات إحصائية عن الموضوع، وإلا فضل اختيار مشكلة أخرى.

5- ينبغي أن لا تكون مشكلة البحث مركبة، بمعنى أن لا تكون المشكلة مكونة من  متغيرين أي تتناول مناقشة موضوعين أو مشكلتين في أن واحد.

فلا ينبغي طرح المشكلة من قبل الباحث بالصيغة التالية: العوامل المؤثرة في حجم مبيعات مادة الإسمنت ومنتج بسكويت ماري لأن الكل منتج أسباب خاصة تدفع المشتري لشرائه، لذلك ينبغي دراسة كل موضوع على جدة.

فيدرس الموضوع الأول وهو العوامل المؤثرة في حجم مبيعات مادة الإسمنت لوحده كمشكلة مستقلة، ويدرس الموضوع الثاني وهو العوامل المؤثرة في حجم مبيعات بسكويت ماري كمشكلة

أخرى مستقلة.

6- مشكلة البحث ينبغي أن تكون جديدة، وغير متكررة، ولم يسبق دراستها من أحد: إلا إذا كان الباحث يدرس نفس المشكلة. ولكن في بيئة وثقافة مختلفتين، أو يستخدم أسلوباً مختلفاً في الدراسة، فلو أن باحثا درس مشكلة بإجراء دراسة ميدانية، بينما قام باحث آخر يعمل نفس الدراسة، ولكن عن طريق الحصول على البيانات المنشورة وتحليلها، أو قام الباحث بإجراء بحثه على نفس المشكلة، ولكن بعد فترة زمنية طويلة نسبياً – عشر سنوات مثلا – بهدف التعرف على اختلاف النتائج، فإن مثل هذه الحالات يمكن القيام بدراستها، لكن الغالب أن تكون مشكلة البحث جديدة، بخلاف الحالات المذكورة.

7- لابد أن تتناول مشكلة البحث موضوعا ذا قيمة علمية: يقدم إضافة للمعرفة الإنسانية

وللمجتمع، ويكون هذا مطلوبا أكثر في الدراسات العليا.

8- لابد أن تصاع المشكلة بعبارات واضحة ومختصرة ومركزة ودقيقة: بحيث لا تؤدي المفردات المستخدمة في الصياغة إلى تناقض، أو ازدواج في المعنى.

أخيرا ينبغي على الباحث اختيار المشكلة في حدود إمكانياته المادية والزمنية، ومدى تعاون الجهات المبحوثة معه حتى يتمكن من إجراء البحث على أكمل وجه.

المراجع:

– العريقي، منصور محمد اسماعيل. (2013). طرق البحث للباحثين في العلوم الإدارية والتسويقية والمالية والمصرفية. ط4، مركز جامعة العلوم والتكنولوجيا.

– معاذ الحميدي  https://twasoll.com/?page_id=43    

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top